لا تسجن أفكارك داخل عقلك
مرونة الصور الذهنية
الصور الذهنية تحتاج إلى تقليب وفحص والحفاظ على درجة حرارة مناسبة للحياة التي نحياها، مناسبة من حيث التسارع المعرفي فنعيد صبغها بلمسات واقعية غير مثالية ولا خيالية ولا تسعى إلى الكمال، متوافقة مع إمكانياتنا، ونزيل عنها الإطارات غير الصالحة، وغير المتوافقة مع الذات، عندما تتجمد صورنا الذهنية يصعب التعامل معها، ويبقى الإنسان أسيراً لأفكاره التشاؤمية السلبية والتي تجعله يختار سلوكيات غير مسؤولة كالاكتئاب والإحباط والفصام وغيرها
الحل يكمن في التعامل مع الصور الذهنية و التعامل مع الواقع بمرونة وتروي في إصدار القرار أو تفسير الأحداث والتفاعل معها، حتى يشعر بالتوازن والصحة النفسية والعقلية.
فلا تتجمدوا داخل صور مؤطرة بالكمال والمثالية وراقبوا ترموستات أفكاركم حتى لا تسجنوا داخل هذه الأفكار.
كيف أدرك أن الصور الذهنية هي التي تقودني للمعاناة أو الاتجاه السلبي؟؟
كل ما تريد وما ترغب هي صور ذهنية
"أريد أن أكون مثالية في المدرسة وفي العمل"
"أريد أن أكون زوجة وأم مثالية"
"أريد أعزم صاحباتي وأهلي وأعمل مناسبة مثالية لا ينقص فيها شيء"
الصور الذهنية هي مطالبنا في الحياة
أحلامنا ورغباتنا التي تشبع حاجاتنا الانتماء والحب والقوة والترويح والحرية والبقاء والأمن
الصورة الذهنية كلما كانت قريبة من الواقع وسهل الوصول والحصول عليها؛ ضيقت نسبة الفجوة التي تُصنع في داخلنا بين التوقع والواقع بسبب المثالية وعدم الواقعية
وكلما كانت الصور صعب الحصول عليها وصعب منالها، ولا تتوافق مع إمكاناتي؛ زادت الفجوة اتساعاً بين الواقع والتوقع، وزاد معها الاختلال والاضطراب وبالتالي الإحساس بالمعاناة.
بقلم: مدنية حسن